بعد عشرة سنوات من الغربه وبعد اسبوع قضاه مع اسرته في منزله قرر ( أدم ) ان يخرج لوحده ويتجول في شوارع طرابلس عند خروجه من البيت وجد جاره وهو يردد كلمات ساقطة لاعنا عجلة سيارته التي دخل بها مسمار تقدم نحوه وهو مشمئز من الفاظه ( حصل خير يا جار معليشي ) فيرد ( وين حصل خير يا خوي العجلة بهداك السوم و و و... ) كان ادم لا يردد الا كلمة معليشي حصل خير ربي يعوضك
بعد ذلك اكمل أدم طريقه قاصدا القهوة فوجد رجلان يتشجاران في القهوة كل واحد منهم يسب الأخر ويهدده بالقتل وحولهم الناس يحاولون تهدئة المشاحنات فيتقدم قليلا ويسأل احد الجالسين عن سبب المشكله ليخبره بأن سبب المشكلة هو اختلاف في رأيهم السياسي احدهم يريد حكومة فلان والاخر حكومة فلان فيبتعد أدم عن المشهد قليلا ليذهب الى الشارع الأخر فتلفت انتباهه طفله صغيرة في احدى المحلات وهي تحاول الامساك بأحد الاحذية على الرف فتوقع باقي الاحذية على الارض فتركض اليها امرأة مسرعه يبدو عليها والدتها لتضربها حتى تبكي وهي تهدد ( تي والله مازال تحطي ايدك على حاجه نقصها و ماعاد رافعاتك حشمتيني يعطيك مرض ايبسي في مكانك ) فيتأسف أدم من هذا المشهد
يكمل أدم طريقه لينصدم بأحد الاشخاص بالخطأ وهو في يديه قنينة ماء فينسكب الماء عليه فيقوم أدم بالاعتذار منه ليصرخ ذلك الشاب في وجهه ( ضاربك العمي يا.... و..... ) فيحاول الاعتذار والتأسف مرة اخرى ليصرخ مرة اخرى عليه ( وين نصرفها كلمة اسف يا... ) فيحاول أدم الخروج من الموقف الذي وضع فيه بكل الطرق الحضارية الممكنه فيمسك الشاب في قميص أدم وعينيه تقدح شرارا ليأتي اثنين من الماره ويحاولون تخليصه من بين يديه فيبدأ شعور ادم بالنفور من هذا الموقف والتقزز من الالفاظ التي سمعها ليكمل طريقه وهو مذهول من قمة الدناءة والاخلاق التي ازدادت سوء عما كانت عليه
أوقف أدم احدى التكاسي لتأخده جوله في هذه المدينة كان الازدحام شديد حينها توقفت التاكسي عند اشارة المرور كانت احدى السيارات بجانب التاكسي بها رجل وبجانبه زوجته وخلفه اطفاله كان الرجل يصرخ على زوجته حتى ان ادم قد سمع جلّ الحديث كان الزوج يقول ( الله ما عاد رافعه قرش لا عاد في عرس لا مزين امشي في عبايتك وروحي شن الغلا هذا صار قفطان ب 600 تبي تاخديه شن شايفتيني قاعد على بنك .... ) هنا تغلق الزوجة زجاج السياره فينقطع الصوت عن ادم وبعد عدة ثواني الاشارة خضراء يكمل الطريق ليرى وهو في طريقه الازدحام الشديد حول مصرف الجمهورية في شارع الصريم وفي احدى الطرق تصطدم التاكسي باحدى السيارات ليخرج شاب غاضب للرجل الكبير في السن الذي يقود بأدم التاكسي وهو يسب ويتلفظ بألفاظ يتقزز السامع منها فينزل صاحب التاكسي ليعتذر منه رغم ان الخطأ قد صدر من الشاب ولكن رجفة ذلك الرجل العجوز وخوفه من الشاب الذي يصيح ويرعد جعلته يتأسف تفاديا للمشاكل رغم ذلك لم يسكت ذلك الشاب حتى خرج أدم من السيارة وتقدم قليلا نحو الشاب ليخبره بأن الخطأ لم يصدر من صاحب التاكسي وانه رجل مسن فيصرخ الشاب في وجه أدم ويقوم بضربه ويلتم الناس حوله وتنتهي قصته هناك بطلقة في قدميه ليتم اسعافه الى المستشفى وهنا تبدأ المأساة الكبرى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق